لكي لا ننسى
الثالث عشر من أيّار- 1948
الثالث عشر من أيّار- 2021
ثلاثة وسبعين سنة والشعب الفلسطيني يتجرع نفس الألم والمعاناة. ثلاثة وسبعين سنة من الاحتلال والقمع والاضطهاد والحروب والتهجير.
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة وسبعين سنة استشهد الشاب الطيراوي المناضل محمد عبد الرازق طه-خيط، في معركة الخميس عام 1948.
اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الاسرائيلي في قرية الطيرة آنذاك في محاولة لتهجير أهلها والسيطرة على أرضها بادعاء أنها صاحبة الحق في إقامة وطن لليهود في أرض فلسطين.
وكانت أول الهجمات التي وقعت في طيرة بني صعب في الثالث عشر من أيّار، الموافق ليوم الخميس. فقد تقدمت قوات الاحتلال نحو الطيرة من الجهة الشمالية الغربية، ودخلوا إلى كروم الطيرة المحاطة بسياج الصبر في وضح النهار.
انتشر خبر هجوم قوات الاحتلال بسرعة كبيرة في القرية، واستعد أهالي الطيرة للدفاع عن أرضهم وصد المحتل عنها.
تصاعدت الاحداث والهجمات واشتد القتال بين أهالي الطيرة ومناضليها، ومع دخول وقت العصر ارتقى الشاب المناضل محمد عبد الرازق طه شهيدًا بعد أن اصيب برصاصة من سلاح المحتل في عنقه.
وفي مشهد مهيب خلال جنازة الشهيد وقفت الأم الثكلى أم العبد وقالت بصوت يهتز له تراب الوطن:
“يسلم راسكم يا شباب محمد فدى الوطن والدين”
وصدحت الزغاريد في سماء الطيرة، مودعةً الشهيد إلى مثواه الأخير.
التاريخ يكرر نفسه، صمدت وقاومت طيرة بني صعب أمام قوات الاحتلال قبل ثلاثة وسبعين سنة، وها هي اليوم تقف أيضًا في وجه الاحتلال والقمع. انتفضت الطيرة وجميع البلدان العربية في وجه المحتل في مشهدٍ مهيب في هذا القرن وفي هذا الوقت بالتحديد.
ما زال شعب فلسطين مقاومًا ثابتًا رغم مرور الزمن ورغم وحشية الاحتلال. ما زالت البلدان العربية في الداخل المحتل ثابتة محافظة على أرضها وهويتها وقوميتها. وما زالت أراضي الضفة المحتلة تنتفض بوجه المحتل. وما زالت غزة الاحرار تدافع عن كل ذرة تراب في هذا الوطن.
الشهيد محمد عبد الرازق طه-خيط بطل معركة الخميس وجميع شهداء طيرة بني صعب وشهداء فلسطين أجمع خلفوا وراءهم أجيالًا مناضلة ومقاومة.
بقلم: سلسبيل خاسكية ، مؤلفة رواية الثالث عشر من أيّار