مراجعة رواية: الوقائع العجيبة في زيارة شمشوم الأولى لمنهاتن – هشام عبده

Loading

الوقائع العجيبة
مراجعة رواية: الوقائع العجيبة في زيارة شمشوم الأولى لمنهاتن – هشام عبده

نراجع اليوم رواية فلسطينية مثيرة، للكاتب الفلسطيني ابن مدينة حيفا، هشام عبده، رواية – الوقائع العجيبة في زيارة شمشون الأولى لمنهاتن! الصادرة عن دار الآن ناشرون وموزعون – عمان، عام 2019.

هي رواية من نسج الخيال، حيث نوه المؤلف في بداية العمل: “إن أحداث قصة الغموض الروائية الخيالية التالية، من أول صفحة إلى آخر صفحة، هي من نتاج خيال شرقي مجنح للكاتب!” حيث يتابع “لا علاقة لأحداث القصة من قريب أو من بعيد، لا تلميحا أو تشبيها أو غيرها، مع أشخاص، أو أماكن، أو دول، أو معاهد، أو مدن، أو إحداثيات أو أحداث حقيقية، بل هي كلها من نسيج خيال الكاتب”.

اذن، نحن في صدد قراءة رواية خيالية.

 تدور معظم أحداث هذه الرواية في دولة خيالية تدعى دولة التنوئيل (الاسم مستوحى من رواية خيالية بالألمانية “التنويلاند”).

تبدأ الأحداث بجريمة قتل البروفيسور، “أو ربما انتحاره لدوافع شخصية” بحسب التحقيقات التي تأخذ جزءا هاما من أحداث وتفاصيل الرواية المليئة بالتفاصيل، والمعلومات.

من هو بيكهام؟ الشخصية التي تعمد الكاتب ان يقتلها في الصفحات الأولى، لكنها أبت ان تموت ورافقتنا طوال الرواية؟

كان البروفيسور إيال بيكهام محاضرا شهيرا في قسم علم الحاسوب في الجامعة، كما كان رئيس مختبر السايبر والشيفرة والأمن السايبري في شبكة الانترنت. وكان يناضل في جميع الميادين ضد مخطط إقرار قانون الهويات البيومترية، الخطيرة اجتماعيًا، غير الآمنة “حاسوبيًا”، ذلك القانون الذي كان يسعى “تينت” الى سنه بادعاء ان الموتى العرب يصوتون وبفضلهم يصل العرب الى البرمان، ولكي نقلل من وصول العرب الى البرلمان يجب الحد من ظاهرة تصويت الموتى، من خلال إقرار قانون الهويات البيومترية. اما البروفيسور بيكهام والذي كان بدوره أيضا يحذر أعضاء البرلمان من خطورته، كان يدعي انه من السهل جدا اختراق حواسيب الحكومة، وزرع بصمات الأبرياء في مسرح الجريمة.

كان اغتيال بيكهام غريبا، فقد قتل بدون أي دليل بيولوجي، كما ان هجوم سايبري عطل كاميرات المراقبة في ساحة الجريمة. لكن موته لم يمنع إقرار القانون الذي سنه تينت، رئيس الحزب الديني الأصولي العبري، والذي أصبح للمرة الأولى في تاريخ الدولة القصير، رئيسا للدولة من حزب أصولي.

كانت عملية الاغتيال هي “عقاب” من الدولة له لاختراقه حواسيب الدولة، والذي قام به مساعدا لتلميذته، لكي يؤكد للدولة سهولة الاختراق، ويجعلها تتراجع عن خطة الهوية البيومترية، لكن اختراق السكين لقلبه وقتله دون أي دليل او شهود في مكان عام وفي النهار، كان أسهل من التراجع عن مخطط إقرار القانون.

نجح البروفيسور عند اختراقه حواسيب الدولة في الوصول لمخطط عسكري سري كاد ان يوصل العالم لحرب عالمية ثالثة، “شمشوم”, “منهاتن” جميعها رموز لكود عسكري، ارادت به دولة التنوئيل ان تشن هجوما عسكريا، لتستهدف “العدو” دون ان تترك دليلا واحدا ضدها، بل انها كانت ستقنع العالم انه “هدف ذاتي” أي خطأ عسكري ناتج عن خلل في منظومة الدولة المعادية، هو المسبب لهذا الحادث.

لكن مشموم، على عكس ما يوحي عنوان الكتاب، لم يستطع الوصول الى منهاتن، وخطة الدولة فشلت، كما واستقالت الحكومة. تنتهي الرواية دون التطرق لقانون الهوية البيومترية.

انهي المراجعة باقتباس من صفحة المؤلف عبر الفيسبوك، بعد ان تحققت النبوءة في وصول رئيس الحزب الأصولي لرئاسة الحكومة (والذي يدعى بينت، الذي يشابه اسم تينت رئيس الدولة في الكتاب): “كلي أمل ككاتب روائي قد تخيل أحداثا خارجة عن نطاق الواقع، أن لا تتحقق النبوءة الثانية والأخيرة في الرواية”. وتحن نتمنى الا تتحقق النبوءة الثانية. فما هي هذه النبوءة؟ لن احرق الأحداث أكثر.. أنصح بقراءة الرواية، وحينها ستعرفون ما هي هذه النبوءة، مؤكدا من انكم ستشاركون كاتب الرواية وكاتب المراجعة وكل القراء الذين سبقوكم، في أمنيتهم بألا تتحقق هذه النبوءة.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
متجر أدونيس
Logo

المزيد من النتائج

Generic selectors
المطابقات التامة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
منتجات
مناسبات
مقالات
مبادرات
Skip to content
عربة التسوق