إن المرأة في المجتمع العربي الشرقي تعتبر آلة جنسية وملبية خدمات الرجل لا أكثر، ومن هذا المنطلق فهي تتعرض للعنف الدائم ولكن اليوم قد تغيرت الموازين، فقد أصبحت للمرأة حقوق مثلها مثل الرجل ومع ذلك ما زال البعض يعتبرها خادمة وعبدة للرجال.
إن اعتبار المرأة في يومنا هذا كعبدة للرجل يعود للعقل العربي الرجعي على زمن وأد البنات، حيث أن في تلك الحقبة كانت المرأة عرضه لوصمة العار لذلك كانت مراقبة وممنوعة من غالبية النشاطات اليومية وأيضاً سُلبت من حقوقها في تلك الحقبة لأنها من الممكن أن تقترب من المحرمات والكبائر، إضافة إلى العادات والتقاليد التي عُلمت في الأسر العربية حيث أن الرجال قوامين على النساء ويجب طاعة الرجل وعدم مخالفة أوامره، فإن فعلت ستُضرب، وبذلك ومع الحداثة تغيرت المفاهيم إلا أنه لم تتلاشى تماماً.
المرأة كائن حساس، مليء بالمشاعر والأحاسيس الجياشة فلا مفر بأن تبكي وتضحك في نفس الدقيقة، والبعض يطلق عليها ناقصة عقل بسبب تصرفها وفق مشاعرها وأحاسيسها، ولكن ما لا نعرفه أن تلك ناقصة العقل هي مربية الأجيال إضافة لكونها مؤثرة على فتيات المجتمع العربي وحثهم على أمور تزيد من قوتهم وإرادتهم وإصرارهم نحو النجاح والتفوق وكسر الفرق بينهن وبين الرجال.
إحدى تلك المؤثرات هي تمارا دبدوب، تمارا مثال للمرأة الناجحة والمثابرة، التي تحاول بجهد للوصول إلى أحلامها وطموحاتها بغض النظر عن الصعوبات والضغوطات التي تواجهها في حياتها، تمارا قامت بإصدار مجموعة مستحضرات تجميلية تنافس أكبر الشركات العالمية من ناحية جودة فبالرغم من الهدامين في حياتها إلا أنها وثقت بنفسها وتحلت بالشجاعة وآمنت بمقدرتها ووصلت لمبتغاها وما زالت تعمل بجهد، تمارا أم لطفلين وإن ألقينا النظر إلى ما تزرعه من قيم في نفوسهم فهي عبارة عن مدرسة أيضاً، فهي إمرأة عظيمة، تلهم النساء العربيات على التمسك بأهدافهن رغم الصعوبات، الوثوق بأنفسهم وبما يفعلونه والأهم الإيمان بقدراتهن رغم الهدامين.
ولا ننسى سيرين حمشو، المهندسة السورية التي اخترعت تصميمًا فعالًا لعنفات الهواء الكهربائية من شأنه حماية مكونات العنفة من التخريب نتيجة الحركة المستمرة ونالت عليه براءة اختراع، أنتجت سيرين حمشو فيلمًا قصيرًا بعنوان هاجر والذي استوحت فكرته من خلال لقائها بالعديد من المهاجرين السوريين ومعرفتها بمعاناتهم أثناء محاولة اندماجهم في المجتمعات الأوروبية، يعد هذا الفيلم الواسع الشعبية على اليوتيوب فلمًا ملهمًا للكثير من الشباب العربي المسلم الذي يعيش حياة الهجرة في البلاد الأوروبية، فبالرغم الظروف في سوريا إلى أنها حققت ذاتها، ولم تنبس بأي كلمة للكارهين والحاقدين، فما يحق للرجل يحق للمرأة أيضاً وتستطيع المرأة أن تحقق النجاح في الوظائف المعدة للرجال أفضل منهم، ومن هذا المنطلق فليس هناك مواضيع متعلقة بالرجال فقط وإن المرأة مكانها المطبخ، جعلت سيرين كلتا كفتي الميزان متساويتين.
لذا لا يجب الحكم على المرأة من مظهرها فقط، فهي من الممكن ان تمثل عشر رجال قوي البنية، فهي ليست نصف المجتمع إنما كله، ويجب الحفاظ على حقوقها وحياتها ودعمها معنوياً ثم مادياً إن تطلب الأمر.
بقلم: #إسراء_خليل