هوية الكتاب:
المؤلف: رشيد إغبارية
النوع الأدبي: قصص قصيرة (مجموعة)
عدد الصفحات: 94
الناشر: الآن ناشرون وموزعون
النسخة: الطبعة الأولى – 2021
يقدم لنا رشيد إغبارية في مجموعته القصصية الجديدة، الصادرة عام 2021 عن دار الآن ناشرون وموزعون، «كوابيس الرجل الفراشة» مجموعة من القصص الخيالية، التي تتراوح مواضيعها بين ما اجتماعية تارة ووطنية تارة أخرى، وينتقل بسلاسة ما بين الماضي والحاضر والمستقبل في قصة “عام العودة”. تختلف مضامين القصص وتتشابه في الرؤية النقدية وجعل القارئ يفكر بإجابة ما، لسؤال ما خلفه ذهنه أثناء قراءة القصة.
تبدأ المجموعة بقصة “بلاد الغرب أوطاني” والتي قد يعتبرها القارئ خيالية بالمعنى “لم تحدث” أو بمعنى “لن تحدث / خيال علمي” حيث يجتمع العرب رغم كل الاختلافات، وخلافات الآراء السياسية، بمكان واحد، مقهى تركي في مدينة فرايبورغ الألمانية، يشاهدون مباراة كرة قدم معًا. وعند تعرض زبون دنماركي للنادل السورية الموالية للنظام، يدافع العرب جميعا عنها، بما في ذلك النادل السوري المعارض للنظام ذاته، عن طريق الهجوم على “الأجنبي” وطرد السلطان التركي “للمستعمر” من المقهى، ونيل العرب حريتهم وتحقيق العدل.
وما أجمل من أن “تكتمل الاحتفالية بفوز الضعفاء على الأقوياء -مؤقتا- ولو كان ذلك بضربات جزاء ترجيحيّة، ترجيحيّة كتأرجح وجودنا بين طواغيت نفرزهم من بيننا فيضربونا ببعض حتى يصغر الوطن فينا”.
ثم يعود بنا إلى الوطن، إلى هذه الأرض المقدسة، المكدسة، ليكشف لنا “سر ضلع فلسطين” و”تقمصّات تل السمك”. وغيرها من القصص التي تحاكي الشعب الفلسطيني، من الجانب الاجتماعي: عادات وتقاليد، ظواهر وآفات اجتماعية، ومن الجانب السياسي أيضًا، حيث يسرد لنا رحلة من أرض الوطن الى أرض الوطن، مرورًا بحاجز يقف عليه غرباء عن الوطن حاملين السلاح.
ومن المواضيع التي تطرق إليها الكاتب، أزمة الهوية، والتي كان لها دورًا هامًا في المجموعة القصصة، ويأتي ذلك ما بين سطور القصص، وتجليها في القصة الأخيرة “هروب” والتي اعتمد مؤلف القصة بها اظهار أزمة الهوية من خلال شخصية عبد، الملقب ب آفي.
من أبز العبارات التي قرأتها في المجموعة والتي بقيت مرسخة في ذهني، لما فيها من تشابه الإصرار على البقاء مع أخذ خط رجعة ساخرًا من قسوة القدر، تمامًا مع إصرار الشعب الفلسطيني: “ثم جاء النيزك، تزامن قاتل غريب، نيزك بحجم مدينة صغيرة، انحرف عن مساره ليتوجه مباشرة الينا، ينظر في عيوننا ويبتسم كأنه يقول لكل مريديه: “هأنذا جئتكم أخيرا”. ثم يتابع ساردا “وتزوجت من امرأة في العقد الرابع من عمرها، املًا أن تستطيع الإنجاب حتى نعمر هذه الخرابة. حالما رأت الخرابات داخل روحي ذابت من وجودي لأبقى هنا أعد الحصى وحيدًا في انتظار النيزك القادم.”
من الجدير بالذكر أن للمؤلف إصدارات سابقة: قصص الغريب في شارع صهيون، شعر، حلم ليلة خوف.