لا شك إن حدث لقاء بين أجنبي متحضر وبين عربيّ شرقيّ فَسيستثير استغراب الأجنبي، إذ إنّ مفهوم العرب الشرقيين عند الغرب على إنهم برابرة، يختلفون عنهم في العادات والتقاليد والمبادئ والأفكار، لذلك ليس من الغريب أن يأخذ الأجنبي حيطته عند مقابلة رَجل عربي حتى لو بات مختلفا عن هؤلاء الذين يسمع عنهم في التلفاز، وما أقصده هنا هو الإرهابيون والمنافقون.
إن مصطلح البرابرة يعني: أن يُنظر لإنسان بأنه غير متحضر أو بدائي. وعادة ما يُطلق على أساس التعميم القائم على الصورة النمطية الشائعة؛ يمكن أن يكون البربري أي عضو من أمة يحكم عليها البعض على أنها أقل حضارية أو نظامية (مثل المجتمع القبلي)، ولكن قد يكون أيضا جزءا من مجموعة ثقافية “بدائية” معينة (مثل البدو الرحل) أو الطبقة الاجتماعية (مثل قطاع الطرق) سواء داخل الأمة أو خارجها. بدلا من ذلك، قد يمكن أن يكون محترما وحالما مثل الهمجي النبيل. في الاستخدام الاصطلاحي أو التشخيصي، قد يكون “البرابري” أيضا إشارة فردية لشخص وحشي، قاسي، حربي، وغير حساس.(1)
إذن بماذا يختلف العرب عن الأجانب ليتم تلقيبهم بذلك اللقب؟
اختلاف العادات والتقاليد عند العرب تعطي انطباعًا على أنهم ما زالوا في العصر الحجري، واختلاف آراءهُم هذه تدل على عدم فقهَهُم شيئا، ضِف أنّ منذ القدم والعرب كثيرو الرِّحال ولا زلنا نرى حتى اليوم العديد من الهجرات التي أحد أسبابها هو انعدام شعورهم بالراحة وزيادة الخطر عليهم في هذه الأرض.
أما الفكرة المبنيّة عن النساء والتي لا زالت حيّة في بعض الدول العربية بأن مكان المرأة بالمطبخ فقط! ولا يجب أن تدلي برأيها، ولا أن تخرج من البيت إلا لشراء مونة البيت، ولا يسمح لها بالعمل وخوض تجارب جديدة، وقد نبت هذا المفهوم حرصًا وخوفاً أن تحتَك المرأة برجل آخر فإذا صدف واصطدمت برجل بغير قصد تفقد شرفها وعرضها، وكم أن شرف العائلة قضية نفيسة! لدرجة أن يُحلل دمها ويصبح أبيها قليل الرجولة إن لم يشطف عارها بدمها!
لا يمر يوم إلا وأن نرى خبراً يحتل مواقع التواصل الإجتماعي والصحف المحلية عن مقتل شخص، أو ضحية لجريمة معينة وليس من الغريب أن تكون تلك الحوادث حدثت في المجتمع العربي، فمنذ القدم ونحن نرد على العنف بالعنف، فمن يَقتل يُقتل، والعين بالعين والسن بالسن، وإن لم يكن الأب او الابن فيكونون أحفاده وأولاده، لا تخمد النار التي في داخلنا حتى يتم بأخذ الثأر، ولا يقتصر ذلك فقط على الثأر، إنما إن فعل الابن أو الزوجة عملا شنيعاً فَهم سيقتلون لا محال حتى لو أن الأمر برمته خطأ، ولم يتواجد منشئات أو مؤسسات تحمي حقوق المظلومين وتحاسب الظالم، فهم مهمشين ومازالوا عديمي الحقوق في بعض الدول العربية التي لا تعترف بحقوقهم وتعتمد في حكمها على سلطة الذكور على الإناث رغم علمهم أن المرأة هي كُل المجتمع.
وسأزيدك من الشعر بيتا أننا أصبحنا في زمن جُل ما يشغل تفكير الرجل العربي الشرقي هو كيفية إرضاء شهواته التي لا تنتهي وكيفية جمع المال، فإيجاد رجل عربي شرقي لم يمارس الجماع مع فتاة قبل الزواج أمرٌ شبه مستحيل، غير إن الرجال المتزوجين الممارسين للجماع مع أنثى من اختيارهم هم أيضا يحاولون إرضاء شهواتهم مع فتيات أُخريات وهي ظاهرة آخذة بالازدياد، لا بد أنهم يدركون بفعلهم المحرمات ولكن لا يهمهم الأمر.
لا بد أن نذكر أيضاً عمليات الاغتصاب التي تحدث في المجتمع العربي، إن كانت جماعية أو فردية، والأسوا أن تتم مع أفراد العائلة، الفتاة أو الشاب الذي يرى بأبيه ملجأً لهم عند الوقوع في مأزق يقوم باغتصابهن ومعاملتهم كالحيوانات فقط من أجل إرضاء نفسه، ولا يقل ذلك سوءاً عن الأم التي تعرض بناتها للبيع لليلة واحدة مع أربعيني أو خمسيني هزيل البنية يريد أن يقضي ليلة حميمة مع فتاة قاصرة وجميلة، وكل ذلك من أجل المال.
إن الكاتبين والمثقفين هم النهضة للثقافة العربية وإبراز جمالها وكم هي مغذية للروح والعقل، هم منتشلي المجتمع العربي من قاع البئر وهم من يعملون جاهدين على فتح عقول الأجيال القادمة وأبناءنا، إلا أن الحكومات وأصحاب السلطة الذين يريدون السيطرة على تلك العقول وسلبهم حقوقهم بالخفية وعلى عدم درايتهم بذلك. يدفعون الضرائب دون أن يعلموا أين تذهب ولمن تذهب، يضحون بأبنائهم في الخدمة العسكرية والحروبات التي تقام، يدفعون لحماية الدولة ولكن الدولة لا تحميهم. هؤلاء المثقفين يعرضون القضايا للمجتمع، القضايا المركزية والمهمة وإن وصل الكتاب لأحد الوزراء قام بحرقه ومنع نشره وإعدام كاتبه أو نفيه، أما إن كان موضوع الكتاب عن إنجازات الحكومة وكيف تساعد وتخدم شعبها ومعلومات مزيفة لتسلب وتشتت عقل القارئ والمجتمع فهي مرغوبة ومقبولة وينال كاتبها شرفاً عظيماً بتقديره من قبل الحكومة، فهذا ما يريدونه.
التستر تحت غطاء الدين، رجال الدين الشرفاء هم قدوة لعامة الشعب فما يقولونه مقبول سمعاً وطاعة، لذلك ماذا سيحدث عند رفع ذلك الغطاء؟. سيكون الشعب في حالة من الصدمة لا يعرف ما يفعل وبمن يثق، فَ الشرفاء في الوسط العربي هم أكثر الناس خبثاً ومكراً.
أضف إلى ذلك أن من العادات الموجودة في الوسط العربي هو فصل البنات عن الاولاد منذ الصغر، فهم يخافون وقوع الفتاة بحب شاب خلال الدراسة وجرها إلى المحرمات، هذا الأمر يثير استهجان العربي عند الذهاب إلى دول الغرب، يتجردون من كل عاداتهم وتقاليدهم ودينهم ويفعلون كُل المحرمات وما تشتهيه أنفسهم، فلو تم إعطاء المساحة للطلاب منذ الصغر يخالطون في المدرسة والمراكز التعليمية فما تم ذلك عند خروجهم.
تلخيصاً لما تم ذكره أعلاه، أن العرب وبإفعالهم جعلت الغرب يأخذون تلك الانطباعات والأفكار عنهم، وحشيتهم وعدم تفكيرهم، كل تلك الأسباب جعلت من المجتمع العربي اليوم برابرة بينما كانوا في قمة العلم والتحضر والتطور.
1-المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
بقلم: بيان دراوشة.