مراجعة رواية: شيفرة بلال

شيفرة بلال

اسم كاتب الرواية :- د. احمد خيري العمري.
عدد الصفحات: 386 صفحة.

رواية شيفرة بلال تحكي عن بلال “النيويوركي” البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، يعيش في بروكلين، ويبدأ بلال بالبحث عن نفسه من خلال بحثه عن الشخصية التي اختار والده أن يسميه تيمناً بها بعد معرفته بإصابته بمرض السرطان.

يراسل بلال أحد كتاب سيناريو فيلم “بلال بن رباح” متأملاً أن يتابع قصته قبل وفاته، ليتعاطف معه أمجد الحلواني مراعياً حالته الصحية ويرسل له معلومات عن شخصية وحياة بلال بن رباح قبل إنجاز العمل.

إن هذه الرواية تتحدث عن أمرَين في غاية الأهمية: العنصرية والعبودية، عصر العبودية قد ولى وانقضى، إذ أننا في عصر يولد فيه الإنسان حراً دون أي قيود، أما العنصرية فهي فقط في نفوسنا ولن تزول إلا بتنقية أرواحنا.

إن الرواية تستعرض قصة شخصيتين بذات الاسم، “بلالَين” إثنين في زمنين ومكانين مختلفين، تأخذنا إلى زمن الجاهلية إلى بلال بن رباح (بلال الحبشي)، وما يميز هذا الزمن هو العبودية والجهل. الزمان الآخر هو عصرنا، عصر الحداثة والعصرية والتطور الفكري هذا فهي تعود بنا الى بلال الطفل النيويوركي طريح الفراش مريض السرطان وأسيره.

إن هذان الزمانان والمكانان مُختلفين وبالرغم من ذلك هما متشابهان في الجوهر، إن العنصرية تخلف وراءها العبودية، فقد كانوا في الجاهلية يعبدون الأصنام بمظهرها الخارجي فقط وليس داخلها الفارغ، ومع ظهور الإسلام في تلك الحقبة أصبحوا عنصريين تجاه المسلمين بسبب اختلاف آرائهم. أما في العصر الحديث فإن مرض بلال جعل منه ضعيفاً وهزيلاً لا يقوى على فعل شيء، مما جعل الناس يمارسون عنصريتهم معه وإظهاره على أنه أقل منهم شأناً، أي أنهم استعبدوه.

إن تصوير العبودية في الرواية أثار انتباهي، حيث أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك من يستعبدك لتكون عبداً، فنحن في بعض الأحيان نكون مقيدين مستعبدين وفقاً لمعتقدات وشهوات وتصرفات وليس أشخاص فقط.

عند قراءتي لهذه الرواية لاحظت أن كل واحدٍ منا كان بلالا في يومٍ ما، فلكل منا شيء يقيده ويسلبه حريته، لكل منا أمية يجعلنا ضعفاء ومستضعفين، ولكل منها مرض خبيث يتغلغل داخلنا.

إن ما شدني أكثر وزاد حماسي في قراءة الرواية هو كيف تم قتل أمية سيد بلال السابق قبل أن يصبح حراً، حيث أن قتله وتخلص من كل قيود العبودية، ومن تلك القصة استمد أبطال الرواية تلك القوة لقتل أمية الذي كان يستعبدهم سابقاً، فينبغي علينا أن نتغلب على الأصنام المستوطنة بداخلنا والتي تستعبدنا.

عند قراءتك لتلك الرواية ستسأل نفسك سؤالا: هل الله موجود حقاً؟

لكي تؤمن من الداخل بوجود خالقك حقاً وتتخلص من كل شك يجب أن تنقي روحك وتتصل مع خالقك عن طريق الصلاة والدعاء والاستغفار، وأيضاً استخدام المنطق قليلا، فلو تمعنت بما قاله كريستين:

“ما دمت موجوداً ثمة أب بذِر بذرتهُ في أمك حتى لو كان مجهولا تماماً لكنه موجود، كذلك الرب، ما دمت موجوداً فهناك من صنعك، هناك من وضع الأمور كلها بحيث أدت إلى أن تكون”.

إن ما أثار إعجابي في شخصية بلال طريح الفراش مريض السرطان هو شجاعته وتقبله لحقيقه موته، كان واعياً يستطيع اتخاذ قراراته الحاسمة بموضوعية، وما جعلني أعجب بشخصيته وبالرغم من صغر سنه عندما قال: “في هذه المعركة هزيمتي الحقيقية ليست الموت الآتي لا محالة، بل هزيمتي عندما تُقتل إرادة الحياة في داخلي، عندما أموت دون أن أترك أثراً للحياة في هذا العالم المشؤوم.”

بقلم: علي.

مراجعة رواية: شيفرة بلال
مراجعة رواية: شيفرة بلال

متجر أدونيس
4 1 vote
Article Rating
Subscribe
Notify of
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
متجر أدونيس
Logo

المزيد من النتائج

Generic selectors
المطابقات التامة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
منتجات
مناسبات
مقالات
مبادرات
Skip to content
عربة التسوق