اسم المؤلف: فيدور دوستويفسكي.
ترجمة: د.ثائر زين الدين
عدد الصفحات: 22 صفحة.
تتحدث الرواية عن رجل دائم الضحك يُضحك ويَضحك إلا أنه في الخفية رجل حزين بائس وكئيب حتى أن مأواه لن يدل إلا على الكآبة والحزن، حتى وصل ليفكر بالانتحار وبِإذ به يقابل فتاة صغيرة تطلب منه المساعدة لإنقاذ أمها من الموت لكنه يرفض الاستجابة لها وسرعان ما يبتعد عنها ولا يلبي نجدتها كي لا يتمسك بشيء من هذه الحياة، وفي تلك الليلة يمنح نفسه ليلة إضافية بسبب تصرفه اللا إنسانيّ مع تلك الفتاة.
ينام البطل تلك الليلة والمسدس في يده، ويغط بنومٍ عميق فيرى حلماً، هذا الحلم يبدأ من لحظة وفاته فيتبعه اكتشاف أصدقاءه لموته، ثم تليها لحظة دفنه في القبر إلى أن يحاسب، حتى رؤيته للحياة بعد الموت.
تحمل الرواية في طياتها كيف للإنسان أن يغير شعباً كاملا كانت قلوبهم مليئةً بالحب، فتحولت إلى قلوب سوداء مليئة بالحقد والكره.
الكذب رأس الشر، فهو السبب الرئيسي إلى هذا التحول، الكذب محرم في كل الديانات السماوية، فهو من الرذائل وصفة سيئة إلا أننا نتساهل معه بحجة الخوف او المزاح او التستر، الذي يؤدي إلى شهادة الزور وأكل الحرام والخداع والظلم والحسد والحقد، فتم سفك الدماء وقلَّت الخيرات وانتشرت العداوة بينهم وتركوا حمد الله على ما أنعم عليهم وجَل نصب أعينهم على ما يملكه جارهم، وظهرت الطبقيه بين ذلك الشعب وتمت تفرقتهم بين الحكماء والغير حكماء، في حين تم نشوب الحرب بينهم وأصحاب النفوذ سيطرو على الحكم بينما لم يكن هناك حاكم عليهم، وكأن الشيطان توغل في أرضهم وقلوبهم.
أضف إلى ذلك أن الكاتب يركز على نقطة يجهلها الكثير من الناس اليوم، وهو البحث عن مفهوم السعادة يسلب السعادة الحقيقية من حياتنا، فالسعادة تكمن في كُل الأشياء من حولنا وأبسطها هي أن تصحو من النوم وتجد نفسك على قيد الحياة لتكمل بنشر الخير بين الناس.
وكما قال في مستهل كتابه هذا:” ما أصعب الأمر على من يعرف الحقيقة وحده”. أن مهما كان عدم تصديق أحدٍ لكلام الحق لا يجب فقدان الأمل والمتابعة في نشر الخير والسلام.
علاوة على ذلك، إن الحياة في تغيير مستمر، فما يحدث اليوم ينتهي اليوم لا يجب جره لليوم التالي، ولا يجب إتخاذ القرارات بلحظة غضب أو حزن أو فرح، فإن الإنسان معرض للتغير بموقف يهز كيانه ويتراجع عن إتخاذ قرارات خاطئة كانت أم صائبة.
لا يسعني القول عن أسلوب الكاتب بالسرد إلا بأنه كان بذكاء من البداية إلى النهاية، وكأنه يشدك إلى متابعة القراءة رغم صفحاتها القليلة.
بقلم: #بيان_دراوشة