بلا شك أن للشخصية العربية وتركيبتها النفسية مقوماتها التي جعلت منها هذه الشخصية العدوانية تجاه المرأة القريبة بالذات، الأخت والزوجة والأم والابنة، نفس هذا الرجل تراه حنونًا كريمًا شهمًا مع المرأة الأجنبية، أو التي لا تخصّه بقربى، بحيث يظهر لها كل ما لديه من مواهب وطيبة وتسامح وفنون.
علينا أن نعترف بأن هناك بيئة اجتماعية حاضنة للرجل العنيف تجاه المرأة، بيئة متسامحة، لا ترى فيه مجرما عندما يعنفها لفظيا أو جسديا أو جنسيا، فقط عندما يقع المحظور وتقع جريمة القتل، يصحو الناس أو يصدمون لوهلة ثم يعودون الى سيرتهم الأولى! وخصوصا الرجال من أبناء القرى أو البلدات الصغيرة، التي يعرف فيها كل شخص الآخر، يعرف أبناء أسرته وكيف يعيش، هذه البيئة التي لا تحترم الخصوصيات وتتدخل بكل صغيرة وكبيرة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بخصوصيات المرأة، في هذه البيئة المستخفة بحقوق وخصوصيات المرأة تنشأ هذه الشخصية وتؤثر عليها وعلى ردود فعلها وتوجهها خفية من خلال ملاحظة هنا أو نظرة هناك في التعامل مع المرأة، بحيث يحاول الرجل أن يبقى القوي المتمكن المسيطر القادر على قمعها أمام مجتمعه الذي يراقبه ويعطي رأيه الحاد وغير البريء بتصرفاته.
علينا كلنا أن نتحمل المسؤولية، وأن نبادر لإصلاح أنفسنا ورفع الوعي حتى لو بكلمة وموقف تجاه النساء، وأن نرفع مستوى الوعي في قضية المرأة منذ السن المبكرة ووضعها على رأس سلم اهتماماتنا وقضايانا الملحة.
بقلم: #كيندا_عيسى