“قبل كل شيء، اقض وقتًا ممتعًا. إن لم تستمتع أنت بكتابة نصّك، من الصعب أن تتوقّع أن أحدًا سيستمتع بقراءته”.
-توم روبنز
بداية هناك نوعان من الإصدارات وتتشعب هتان النوعين كل واحد على حدة؛
1. إصدار دور النشر؛ ومنها: -دور النشر الكبرى (وهي الأكثر من ناحية مكانة وشهرة).
-دور النشر المتوسطة.
-دور النشر المبتدئة.
2. إصدار ذاتي/ مستقل: -الرقمي أو الالكتروني.
-الورقي.
في هذا المقال سأتطرف إلى الإصدار الذاتي/ المستقل، بما أنني اعتمدت في إصداراتي الأول والثاني عليه، وتلقيت استفسارات حول كيفية نشر الكتب فكان لا بد من كتابة هذا المقال لمساعدة المؤلفين الجدد.
الكتابة عالم ضخم لا نهاية له، وكلما كبر الإنسان توسعت لغته وثقافته، وأجمل ما قد ينعم به بني البشر في الدنيا هي الكتب ففيها العلم والحكم ودروس الحياة على طبق من ذهب، فيها يتنور الإنسان ويرتقي في مجتمعه.
أجمع الأغلبية على أن كل قارئ هو كاتب.
فحين يقرأ الكاتب يجول بمخيلته أمور قد يراها البعض حديثة في عالم الأدب أو غريبة غير معتادين التفكير بها، فالمميز بالتدوين هو جعل النصوص أكثر دهشة وبذات الوقت أكثر بساطة لتتغلغل في عقل القارئ.
الكاتب يسعى في طموحاته لأبعد الحدود لكي يرَ كتابه قد أنشق من نور الشمس لينير به مجتمع بأكمله، ولكنه سرعان ما يفتح باب جديد لعملية النشر..
ففكرة أن تنشر كتابًا غاية في السهولة مقارنة بالبحث عن نوع الإصدار الأقرب والأضمن، خصوصًا بعد أن تعد العالم حقوق الملكية والنشر لدور النشر، وصارت الكتب تباع دون نسختها الأصلية. مما أدى ذلك للاحتجاجات الصارمة من قبل المؤلفين والناشرين لتضع الحكومات حلًا بشأن تلك الإصدارات!
فكيف لك أن تصدر كتابًا تحافظ على ملكيته، وتكون المتحكم بكل كتاب يخرج منك؟
هناك عدة خطوات ستساعدك على نشر كتابك مستقلًا وورقيًا.
أولًا؛ عليك بتجميع كافة الخواطر/ النصوص/المقالات/الشعر/الرواية. ووضعها في ملف خاص كتابيًا على ورق أو عن طريق الحاسوب. هذا سيساعدك على أن تقرأ كل ما كتبته وتراجعه بسهولة أكبر.
ثانيًا؛ يأتي الآن دور التدقيق اللغوي والنحوي لعملك، فإما أن ترسلها لمدقق لغوي متمكن أو إذا كنت ملم جدًا في اللغة فأنت بيدك تقوم بالعمل. هذا ينقلك إلى مرحلة جديدة..
ثالثًا؛ التنسيق الداخلي؛ هذا القسم غاية في الأهمية فالشكل والمضمون وتنسيق النصوص بداخل الكتاب هو أحد أسباب شراء الكتاب من قبل القراء، فأحرص على أن تنسقه جيدًا بما يتناسب مع فحواه وترتيب النصوص داخليًا.
رابعًا؛ التنسيق الخارجي/ الغلاف؛ هنا الجزء المُلفت والأهم لأنه سيكون الوجه الأول للفت انتباه المشتري، فعليك أن تركز على تنسيق الألوان في الغلاف واختيار عنوان جذاب يناسب الغلاف والفحوى.
خامسًا؛ الطباعة- وهي الخطوة ما قبل الأخيرة، احذر من اختيار المطابع التي لا تملك الخبرة الكافية في طباعة الكتب، وحاول أن تكون النسخ الأولى على حسب توقعاتك من جمهورك/ متابعيك. ومن المفضل أن تكون النسخ ببادئ الأمر قليلة نسبيًا حتى ترى مفعول نجاح الكتاب ومن ثم تبدأ بطباعة النسخ التالية، وأفضلية ذلك أنك تستطيع بالنسخ التالية أن تصحح ما أخطأت به بالمرة الأولى (بالطباعة الأولى).
أخيرًا؛ تأتي المرحلة المهمة وهي النشر والتوزيع، هنا نركز على وضع الكتاب بأكثر من مكتبة/ متجر في البلاد كافة، وهناك من يتخذ النشر الرقمي/ الإلكتروني وهو نشر الكتاب عن طريق موقع الالكتروني إلى جانب طرح معلومات ملمة عن الكتاب واقتباسات، مما يسهل على المتصفح شراء الكتاب. اما الورقي فهذا الجزء يعتبره الأغلبية متعب جدًا لأنه يتطلب من المؤلف سفر وتجارة ففي لحظة ولادة إصدارك الأول ستصبح تلقائيًا صاحب (بزنيس) لأن الكتاب الآن تحول إلى سلعة، بالإضافة إلى ذلك فإن مبيعات الكتاب تعتبر بمثابة علاقة طردية بينها وبين شهرة الكاتب.
وأختتم هذا المقال باقتباس من المؤلف القدير وليم فوكنر. “يحتاج الكاتب إلى ثلاثة أمور؛ الخبرة، الملاحظة، والمخيّلة”.
بقلم: #رزان_وائل_طه، مؤلفة كتاب أنثى تحيا على مضض