خرجتُ من الثقب الأسود الذي يبتلع عقولنا لأرى قليلًا ما هو الواقع وبعدها أقول إن كان العالم بهذا السوء إذًا لا بأس بحالي فلأفعل ما أريد ، فهذا دوري الان وعلي تقمص الدور بشكلٍ مثالي.
صعدتُ على جبل خطاياكم الى ان وصلت الى ما يتيح لي الرؤية الكاملة لكل بقاع الأرض حيث سمعت صوت صراخ الضمير مستنجدًا: أغثني أرجوك! رأيت الفساد يدوس على القلوب ويعلو أكثر فأكثر، والقتل فارسه النبيل حيث استوطن داخل عقولكم ودياركم والأرواح تعلو في السماء تطالب بالرحمة التي حرّمَت عليهم. ولا ننسى القانون السائد وهو الضعيف لا مكان له. فسألت نفسي سؤالًا واحدًا فقط: أهذه هي الأمة التي بكى نبينا عليه الصلاة والسلام لرؤيتها؟ أهذه هي الأمة المستحقة لشفاعته؟ وبالطبع انا من مجلسي ذاك الذي إعتكفته لمدة نصف ساعة لم أفعل شيئًا سوى رمي بعض الأوراق التي كانت تغلف حلواي التي زادتني متعة وانا اشاهد عباد الله مخربون في الأرض. فإزدتها خرابًا … وماذا أفرق عنكم أنا؟ لا شيء ولربما انا أقبح منكم.
نص: فيروز حبيب الله – من رواية غربان الليل
إلقاء: طيبة ابو ليل