بدايةً هذا الأمر يتطلب بحوثات ودراسات جمة للوصول الى أراء ووجهات نظر عديدة حول هذا الموضوع، سأحاول قدر الإمكان أن أنقلها بأسلوب سلس يوضح لنا الصورة لجوانب الرواية العربية، وهذه التفاصيل – المذكورة أعلاه – قد تنقلنا في المستقبل القريب لشكل/ مضمون رواية عربية متقدمة وناجحة في سرد ورسم الصورة الصحيحة لواقع لا يخلو من الحقيقة لهذا المجتمع الشرقي.
صناعة الفكرة: بلا شك أن تاريخ العرب من انقلابات، وقائع، أحداث، حروبات، نكبات ونكسات.. يؤثر باعتماده على جزء كبير من صناعة الرواية العربية التي تنقل لنا تجسيد لمواطن عربي ما أو نكسة من نكسات العرب، وعلى ذلك فإن هذا التاريخ معرض للتحريف من قبل الكاتب اذا لم يقم بنقل الأحداث الحقيقية لنا.
نتساءل كيف سيكون تاريخنا بالمستقبل؟ مسجلًا تحت وقائع وأحداث حصلت بالفعل صادرة على لسان الكاتب/ الشاهد دون هذا التحريف من اجل هدف مقصود وشخصي لتشويه التاريخ، ولدعم صحة رأي الكاتب/ الشاهد ووجهة نظره.
وبما ان من المهم عدم التحريف في هذا الوقائع المعاصرة التي ستصبح تاريخنا في المستقبل، فعلى الكاتب ان يمحور الصورة الصحيحة والواقعية لمجتمعه العربي، ومن جهة اخرى عليه الاخذ بعين الاعتبار ان تلك الصورة الصحيحة تجعل الرواية غاية في الاهمية للقارئ المهتم في قراءة أحداث بلاده، لإدراك الواقع الحقيقي وعدم ادخال القارئ بدوامة من البحوثات وراء الحقيقة بعد قراءة الكتاب.
الشخصية الرئيسية: هي التي تدور حولها الرواية، فإنها تأخذ حيز لا بأس به من أحداث الرواية العربية، فيستطيع الكاتب تجسيد نمط مناسب. فهو يتعامل مع شخصية مستقلة يتحكم هو بسلوكها وخياراتها ويحدد حياتها، ومن الممكن أن يكون البطل لهذه الرواية يومًا ما واقعًا حقيقيًا يمثل الشخصية العربية، وهذا البطل حين يُسدل الستار في نهاية الرواية تبدأ حياته من جديد في عقل القارئ. فخلق الشخصية يجب أن يعتمد بالأساس على قيمة عالية لتحسين الواقع فهي تخضع للتطورات الراهنة من اجل تجاوز هذه المصاعب والحد من هذه التحديات في داخل المجتمع أو خارجه وداخل الرواية وخارجها. ولا ننسى أن هذا البطل هو مرآة للمجتمع العربي. الحوار: من أساسيات كل رواية هو الحوار فهي توضح كل الامور المهمة في الرواية من معتقدات الكاتب الى طريقة تفكيره، وحتى لهذا المجتمع الذي يعيش فيه، ومن أهمية الحوار ايضًا أنه المحرك الأساسي لمتابعة الأحداث القادمة، مما يساعد على تبلور المواقف والأراء من أجل تكامل الصورة وتحديد الحياة أو الإيحاء بها.
لغة الحوار هي السبب في تزايد أهمية الرواية العربية وتطورها سنة بعد سنة، ويجب أن تغدو أكثر صفاءً لتعكس الصورة الملائمة من قواعد اللغة والنحو والصرف، ولأن الحوار يجسد بشكل ضخم الواقع، فعلينا أن نعيش بجوف الرواية بكامل تضاريسها وابداعاتها وبالحياة الشعبية ذاتها. رغم تطور الرواية العربية وازدهارها بشكل واسع، والتدفق الكتابي فيها، والارتفاع الكبير لعدد النصوص الروائية المنشورة، إلا أنه يحتاج لتدقيق أكثر من أجل السرد الصحيح للتراث والحياة الاجتماعية، وللتعبير عن هموم المجتمع بصورة فنية، كما يعتبر البطل هو الوجه المركزي للرواية العربية الشرقية.
وعلى ذلك فإن الرواية العربية بعيدة كل البعد عن الأجنبية – كل رواية ليست عربية – فخلق رواية عربية تقبع تحت أحكام النحو والصرف ولا تخرج عن مبادئ واحكام الرواية لنقل فكرة أو حدث من أحداث العرب ليس بالأمر الهين، وعلى الرواية العربية أن تستمر برونق امتيازها عن الأجنبية بتصويرها الحقيقي للمواطن العربي الكاد في حياته وللحفاظ على استقلاليتها.
-رزان وائل طه، مؤلفة كتاب أنثى تحيا على مضض