رواية يا صاحبي السجن.
عدد الصفحات : 343 صفحة.
أنا من هؤلاء الذين يحبون أن يتوظف المكان أو الزمان بطلا القصة. وفي روايتنا هذه كان البطل هو مكان؛ ألا وهو “السجن”، رواية (يا صاحبيّ السجن) للكاتب الكبير أيمن العتوم، يصف فيها كيف تمّ سجنه، ولأي الأسباب، وفي أي السجون قَبع، وأيّ الأشخاص قابل وتعرّف، حتى لحظة الخروج.
بدايةً لا بدّ لي أن أتحدث عن العنوان، فليس بالجديدِ علينا اختيار عنوان الرواية، فكافة عنوانين العتوم مقتبسةً من القرآن الكريم، فمن منا لا يعرف قصة نبيّ الله يوسف عليه السلام في السجن، وقصة صاحبيه.
يتحدث العتوم في بداية روايته عن السبب المجهول الذي دفعهم لحبسه ثمانيّة أشهر، ثم يكتشف أن السبب وراء كل هذا هو قصيدة كان قد كتبها وهو في عامه الأخير في كلية الهندسة، وقيل إنها تمس في أمن الدولة، ولهذا سُجن مع أولئك المثقفين الذي لم يزده السجنُ إلا ثقافةً وعلمًا وثباتًا فيما كان يفعله.
يذكرنا العتوم بوالده كثيرا وطالما حثه أنّ في السجن تتعلم ما لا تتعلمه طوال عمرك خارجه، فاكتسب بقدرِ ما شئتَ من علمٍ ومعرفةً، ففي السجن أبطال، وقامات دينيّة وسياسية لن تقابل أمثالهم في الخارج إلا القليل. فمن سُجن بتهمة الثقافة هؤلاء عملةٍ نادرة في وسطنا، ولا بُدّ لك من أن تستمع بكلِ ما أُتيتَ من صمتٍ ليتحدثوا كثيرا ولتنصت كثيرا. تصنيف الرواية:
لغةً: لا أظنني على قدر الكلمات لأتحدث عن لغة العتوم، فمثله من رضع العربيّة في صغره، حتى أصبح أسطورة حيّةً في اللغة. وقد تجلّى هذا واضحا في روايته.
فكرةً: يتحدث العتوم عن سيرته الذاتيّة التي كانت في السجن، فكرة من وجهة نظري ملفتة، لأنها كانت مقتضبة من سيرة كاملة.
السرد: يمتاز العتوم بالأسلوب الوصفيّ، وفي سرد روايته استعان بهذا الأسلوب جدا، ليمنحها انطباعا جميلا.
إجمالًا سيرة بطل في سجون الثقافة تستحق المتابعة.
بقلم: #إسراء_خليل