“أهميّة سِر التَخطّي عندَ الوُقوع في المأساة” كم عدد المرات التي قُلتَ بها أنَك ستَتوقف؟ كم مرّة قُلتَ إنك لن تُكمل وسوف تُغادر؟
يكمن شعور الخوف في المحطة الأخيرة للقطار عندما يعتقد الجميع انّها النهاية وأنَّ الفُرص انتَهت لا مَحالة! لكن من هُنا يبدأ المِشوار، كيف، ومتى، وأين؟!
اقرأني حتّى النهاية.. “ما بين الإعتقاد والإدراك ” ما نعتَقِدهُ دوماً ليست الحقيقة التي تُرافقنا، يجب علينا أن نميّز بين الإعتقاد والإدراك ..
من منّا لا ينهار عندما يدخل ذلك الحزن إلى قلوبنا؟ أو لَرُبما في دروبنا اللّامُتناهية.. لكل شيء يوجد مزايا إمّا الإيجابية وإمّا السلبية، وأحياناً كثيرة يجتمع كلاهما في نفس الحيلة.. وغالباً هنا “الحكمة الموقوتة “التي لا نراها، فالحُزن يَطغَى على قلوبنا كما الحُب حين نقع بهِ فَيُسَمونهُ “الحُب الأعمى“.
لا نرى إيجابية الأحداث في نفس اللحظة وبين الهم والغم نتفكر هنا وهناك، في مراتٍ كثيرة نعتقد أنَنا وصلنا الى النهاية؟ وقد يكون الأمر مجرد وَهم!
الوقت يمضي بنا ويقضي علينا، ونحن في نصوصٍ مُتعَدِدَة نحاول أن نفهم استحالة الأسباب.. وما من جوابٍ سوى بعثرة حروف نتجنبها كي نستمر ، وتبقى التساؤولات تراودنا حتى تُهلكنا ، فتبهت مشاعرنا وتختفي رغبتنا، وما بين الأمل والألم هناك مجاهدة نتخطى بها كل شيء.
إن تطرّقنا إلى حياة “طه حسين” نرى من خلال سرد أحداثهِ أنهُ فقد بصرهُ بسبب رمد أصابهُ في عينيهِ ، إذ يقول البعض أنّهُ فقده في عمر الأربع سنوات بينما يقول آخرون انّه فقده في عمر الثلاث والخمس سنوات ، وعلى الرّغم من ذلك فقد أصرَّ والدهُ على إلحاقهِ بالكُّتاب ليتعلم وبالفعل استطاع طه حسين أن يحفظ فيه القرآن الكريم ، بالإضافة الى الكثير من الأدعية والاشعار ، والقصص التي حفظها عن طريق السمع وان نظرنا أكثر وفقاً للأحداثِ نرى عباس محمود العقاد قد قال عنه ” إنّهُ رجلٌ جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدي ولا ننسى أنّ طه حسين لُقّبَ ” بعميد الادب “. أخبروني من الذي منّا قد يكمل طريقهِ لو أصابنا ما اصابَ بهِ طه حسين؟ هل هناك شعوء أسوء من فقد البصر لدى الإنسان ليكمل حياته؟ لا نور او ضِيّاء او حتى رؤية من نذوبُ في عشقهِ! من يتحمل الحياة دون رؤية السماء وأحضان الطبيعة؟ كان من الممكن لطه حسين أن يختار الاستسلام، ليس هناك أسهل من هذا الاختيار.. وفقاً للأبحاث والأدّلة التي نُشرت عنه لم يفعل قِط، أوشك بِحبال الوُصول الى آخر نفس من عمرهِ، لان الحياة هي دارُ فناء، ماذا سنفعل ان لم نقدّم الرسالة التي وهبنا ايّاها الله؟ لا أحد سَيُقدّمُها عنّا، كلٌّ مسؤولٌ عن حياتهِ وطريقهِ. إدراك قيمة الحياة يجعلنا لا نلتَفِت إلى عبق الماضي، ما الجدوى من تلك العقبات ان لم تعطينا الدرس الذي نكتسبهُ مدى الحياة، فلتسمح لقلبك أن يعيش لحظتهُ الحزينة بمفردهُ، لكن أرجوك! لا تجعل الحزن يستَوطِن على حياتك لأن كل ما مضى لم يأخذ منّا إلا كل جَهل لتزداد قيمة الوعي في دواخل ذاتنا، أنا أؤمن ان لكل انسان يوجد طاقة قادرة على ان تجعله يستمر، ثم نتدرج في الحديث إلى الآية الكريمة: _ وقال تعالى {وَتِلْكَ الْأمثالُ نضرِبُها لِلنّاسِ ومَا يَعْقِلُها إلا الْعالِمُونَ}.
سورة العنكبوت آية”43″ أيّ معنى الآية هي كالتالي: وما يفهمها ويتدبرها الا الراسخون في العلم لينتفعوا بها ويتعلموا منها.. إلى هُنا أعزائي أَودُّ أن اشكر على كل من قرأ حتى النهاية، وأتمنى لو أنني ساهمتُ في المساعدة لو بجزءٍ بسيط من هذا المقال.. وشكراً.
#براءة_محمد