إبراهيم طوقان، الشاعر الفلسطيني البارز، وُلد في عام 1905 في مدينة نابلس بفلسطين، ويُعد واحدًا من أهم الأصوات الشعرية في العالم العربي خلال القرن العشرين. ينتمي إلى عائلة طوقان المعروفة، وهو شقيق الشاعرة الفلسطينية الشهيرة فدوى طوقان، التي كان له تأثير كبير في تشجيعها على كتابة الشعر. وقد اكتسب شهرة واسعة بفضل أشعاره التي تحمل روح الوطنية والتي جعلته يُعرف بـ”شاعر الوطنية” و”حارس الأرض” حيث ألهم العرب خلال ثورتهم ضد الانتداب البريطاني.
تلقى طوقان تعليمه الابتدائي في مدرسة الرشادية الغربية بنابلس، ثم انتقل إلى مدرسة سانت جورج في القدس للتعليم الثانوي. واصل دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت من 1923 إلى 1929، حيث تخرج بدرجة البكالوريوس في الأدب. بعد تخرجه، عمل كأستاذ للأدب العربي في جامعة النجاح الوطنية بنابلس وفي الجامعة الأمريكية في بيروت، كما عمل في القسم العربي لخدمة البث الفلسطيني في القدس.
بدأ طوقان مسيرته الشعرية في سن المراهقة، متأثرًا بجده الذي كان يكتب الزجل، وبوالدته المحبة للأدب العربي البطولي. نشر أولى قصائده في عام 1923 أثناء وجوده في بيروت. تناولت أشعاره النضال العربي ضد الانتداب البريطاني لفلسطين، واكتسبت شهرة واسعة خلال الثورة العربية الكبرى في فلسطين (1936-1939).
يُعتبر نشيد “موطني”، الذي كتبه طوقان خلال الثورة العربية، من أبرز أعماله. هذا النشيد كان النشيد الوطني غير الرسمي لفلسطين حتى عام 1996، وفي عام 2004، اعتمدته العراق كنشيد وطني رسمي. يُذكر طوقان بكل فخر واعتزاز في الأوساط الأدبية والثقافية، وتُدرس أعماله في المدارس والجامعات كجزء من التراث الأدبي العربي الغني.
من الجدير بالذكر أن إبراهيم طوقان لم يكن الوحيد في عائلته الذي ترك بصمة في الأدب العربي؛ فأخته فدوى طوقان، واحدة من أشهر الشاعرات الفلسطينيات، كانت تحت تأثيره وإرشاده. فدوى، التي عُرفت بأشعارها العميقة والمعبرة، تلقت تشجيعًا كبيرًا من إبراهيم وتأثرت بأسلوبه ورؤيته الأدبية. تُعتبر فدوى طوقان رمزًا للمرأة الفلسطينية المثقفة والمناضلة، وقد أثرت بشكل كبير في الأدب العربي المعاصر.