ولدت مريم بواردي في 5 يناير 1846 في قرية حرفيش بالجليل الأعلى، وانتقلت لاحقًا إلى عبلين. كانت مريم الطفلة الثالثة عشر لوالديها وأول بناتهم التي نجت بعد وفاة إخوتها في الطفولة. توفي والداها وهي في سن الثالثة، فترعرعت في كنف عمها في بيئة محبة ومريحة.
منذ الصغر، أظهرت مريم روحانية عميقة، وبدأت بالصيام تكريمًا للسيدة العذراء منذ كانت في الخامسة من عمرها. في سن الثالثة عشر، وبعد تجربة دينية عميقة، قررت عدم الزواج وتكريس حياتها لله، مما أدى إلى معاناتها من معاملة قاسية من عمها.
تعرضت مريم لمحاولة قتل عندما رفضت التحول إلى الإسلام، ولكنها نجت بمعجزة حيث تمت معالجتها من قبل شخصية غامضة. بعد ذلك، عملت كخادمة في الإسكندرية وبيروت، حيث تعرضت لتجارب عديدة بما في ذلك العمى المؤقت وإصابات خطيرة.
في عام 1865، انضمت مريم إلى رهبانية الكرمليات الحافيات في فرنسا، وتلقت الاسم الديني “مريم يسوع المصلوب”. عاشت في الهند لفترة قبل أن تعود إلى فرنسا وتساهم في تأسيس دير جديد في بيت لحم.
توفيت مريم بواردي في 26 أغسطس 1878 في بيت لحم بسبب السرطان. تم تقديسها من قبل الكنيسة الكاثوليكية، حيث تمت تبريكها في عام 1983 وتقديسها في عام 2015.
تركت مريم بواردي إرثًا روحيًا غنيًا، وتعتبر مصدر إلهام للكثيرين في العالم المسيحي. تم تسمية عدة مدارس في إبلين باسمها تكريمًا لها ولمسيرتها الروحية العميقة.