حنا أبو حنا، الذي وُلد في السادس عشر من أكتوبر عام 1928 في قرية رينة بفلسطين، يُعد واحدًا من أبرز الأصوات الأدبية في العالم العربي. ينتمي أبو حنا إلى الجيل الأول من شعراء المقاومة، وقد ترك بصمة واضحة في مجال الأدب والشعر والبحث الأكاديمي.
تعليمه ومسيرته المهنية: عاش طفولة متنقلة بين عدة مدن بسبب طبيعة عمل والده في دائرة المساحة الفلسطينية. بدأ تعليمه في أسدود، ومن ثم انتقل إلى المدرسة الأميرية في حيفا، قبل أن يشارك في النضال الوطني خلال ثورة 1936. بعد فترة قصيرة في مدرسة اللاتين بالرينة، أكمل دراسته الثانوية في مدرسة المعارف بالناصرة. تم اختياره للدراسة في الكلية العربية بالقدس، وكان من المفترض أن يواصل تعليمه في بريطانيا، لكن الأوضاع العائلية وتداعيات النكبة حالت دون ذلك، ليحصل فيما بعد على بكالوريوس الأدب الإنجليزي من جامعة حيفا.
عمل حنا أبو حنا في هيئة تحرير صحيفة الاتحاد مع شخصيات أدبية وسياسية بارزة، وساهم في تأسيس مجلات مثل “الغد” و”الجديد”. وقد تعرض للاعتقال من قبل السلطات في سجن الرملة عام 1958.
حياته الشخصية ووفاته: تزوج حنا من سامية فرح من شفاعمرو، وأنجب منها ابنتين وابنًا. توفي في الثاني من فبراير عام 2022 عن عمر ناهز 93 عامًا.
إسهاماته الأدبية: أبو حنا له العديد من الأعمال الأدبية، منها الشعر والدراسات الأدبية والسير الذاتية. من أبرز أعماله الشعرية “نداء الجراح” و”قصائد من حديقة الصبر” و”شربت سمك حتى اكتسبت مناعة”. كما أن له إسهامات في دراسة الأدب القصصي والملحمي والشعر الفلسطيني.
روايته “ظل الغيمة”: أحد أهم أعمال حنا أبو حنا هو كتابه “ظل الغيمة“، الذي يُعتبر سيرة ذاتية تحكي قصة حياته. يُظهر الكتاب تفاصيل حياة أبو حنا ويعكس تجاربه الشخصية والمهنية والأدبية. يُعد الكتاب مرآة للثقافة والتاريخ الفلسطيني، حيث يجمع بين السرد الروائي والتوثيق التاريخي، ويُقدم للقارئ تجربة غنية بالأحداث والمشاعر.
“ظل الغيمة” ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو عمل يتقاطع مع الرواية والتاريخ والثقافة، ويُعبر عن الهوية الفلسطينية بأسلوب أدبي رفيع. يُعتبر الكتاب شهادة حية على الحياة في فلسطين قبل التقسيم، ويُقدم نظرة فريدة على الأوضاع الاجتماعية والثقافية للمنطقة.
حنا أبو حنا، بما قدمه من أعمال أدبية وشعرية، يُعتبر رمزًا للمقاومة والهوية الفلسطينية، وسيظل اسمه خالدًا في تاريخ الأدب العربي.