في رحاب الذاكرة الفلسطينية، تبرز شخصية نسوية فريدة؛ إنها الدكتورة فيحاء عبد الهادي، الكاتبة والشاعرة والمستشارة البحثية التي تعد رمزًا للنضال الثقافي والاجتماعي في فلسطين. بصماتها المميزة في مجالات الأدب وتوثيق الذاكرة الشفوية تجعل منها نموذجًا للمرأة الفلسطينية المثقفة والمناضلة.
ولدت فيحاء في مدينة نابلس عام 1951، ومنذ صغرها واجهت تحديات الاحتلال الإسرائيلي، حيث اعتقلت في سن السادسة عشر وتعرضت للتعذيب، لتبدأ بعدها رحلة النضال والكفاح. حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1990، ومنذ ذلك الحين، أصبحت صوتًا لا يمكن تجاهله في الثقافة الفلسطينية.
تأسيسها لمؤسسة “الرواة للدراسات والأبحاث” يعكس شغفها بالتاريخ الشفوي والحفاظ على الرواية الفلسطينية. عبر أعمالها البحثية والأدبية، تناولت د. فيحاء قضايا المرأة والهوية الوطنية، وأصدرت أربعة عشر كتابًا وعشرات الدراسات والمقالات التي تعزز من مكانتها كمؤرخة ومدافعة عن حقوق الإنسان.
من أبرز إسهاماتها كتاب “أدوار المرأة الفلسطينية في الثلاثينيات” و”ذاكرة حية”، اللذان يسلطان الضوء على تجارب النساء الفلسطينيات ويوثقان الروايات الشفوية للشهادات الحية على النكبة والتهجير. تؤكد أعمالها على أن القوات الصهيونية قد لجأت إلى الطرد المنظَّم للعائلات الفلسطينية، ما يعد تطهيرًا عرقيًا بامتياز.
د. فيحاء عبد الهادي ليست مجرد مؤرخة، بل هي حارسة للذاكرة الفلسطينية، تعمل على ترسيخ الهوية الوطنية وتقديم الرواية الفلسطينية الحقيقية