هاني أبو أسعد هو مخرج ومنتج فلسطيني وُلد في 23 أكتوبر 1961 في مدينة الناصرة. بدأ مسيرته السينمائية في الثمانينيات ومنذ ذلك الحين أصبح واحدًا من أبرز المخرجين العرب على الساحة الدولية. حيث يتميز بأعماله التي تسلط الضوء على القضايا الإنسانية والسياسية التي تواجه الشعب الفلسطيني.
هاجر إلى هولندا في عام 1981 حيث درس الديناميات الهوائية في هارلم وعمل كمهندس طيران لعدة سنوات. وقد كانت بدايته في عالم السينما بعد مشاهدته لفيلم لميشيل خليفي، مما دفعه لمتابعة مسيرة في السينما. بدأ أبو أسعد مسيرته كمنتج تلفزيوني، حيث عمل على مشاريع لقناة 4 والبي بي سي.
في عام 1992، كتب وأخرج أبو أسعد أول أفلامه القصيرة “بيت الورق”، والذي حصل على العديد من الجوائز الدولية. وفي عام 1998، أخرج أول أفلامه “الدجاجة الرابعة عشر”. ومن أبرز أعماله السينمائية فيلم “الجنة الآن” الذي فاز بجائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وكذلك فيلم “عمر” الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي وفاز بجائزة اللجنة.
من أبرز أعماله السينمائية:
- فيلم الجنة الآن (2005): يتبع قصة صديقين يخططان لتنفيذ هجوم انتحاري في تل أبيب. الفيلم يسبر أغوار النفس البشرية ويتناول التحديات المعقدة التي يواجهها الفلسطينيون في حياتهم اليومية.
- فيلم عمر (2013): يروي قصة شاب فلسطيني يدعى عمر يتورط في مؤامرة لقتل جندي إسرائيلي. يتم اعتقاله وتعذيبه من قبل الشرطة الإسرائيلية، ويصبح مضطرًا للعمل كمخبر. الفيلم يسلط الضوء على التحديات والتضحيات التي يواجهها الفلسطينيون في سعيهم للحرية والعدالة.
- فيلم زفاف رنا (2002): تدور أحداث الفيلم حول رنا، فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 17 عامًا، تواجه قرارًا حياتيًا حينما يقرر والدها الانتقال إلى مصر. تقرر رنا البحث عن حبيبها خليل للزواج منه قبل رحيل والدها.
- فيلم صالون هدى (2021): فيلم درامي تشويقي يتناول قصة امرأة تتورط في مؤامرة خطيرة بعد زيارتها لصالون تجميل في بيت لحم.
لم يقتصر نجاح هاني أبو أسعد على السينما العربية فقط، بل تم تكريمه ودعوته للانضمام إلى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في عام 2014. وفي عام 2018، انضم إلى لجنة تحكيم مهرجان ShortCutz أمستردام للأفلام القصيرة.
تعتبر مسيرة هاني أبو أسعد نموذجًا يحتذى به للمخرجين العرب، حيث استطاع أن يجمع بين هويته الثقافية والفنية العالمية، مقدمًا أعمالًا سينمائية استثنائية تعبر عن قضايا وهموم الشعب الفلسطيني والعربي بشكل عام.
هاني أبو أسعد ليس فقط مخرجًا موهوبًا، ولكنه أيضًا راوي قصص يسعى لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والسياسية التي تواجه الشعب الفلسطيني. من خلال أعماله، يسعى أبو أسعد لإظهار الوجه الإنساني للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتسليط الضوء على التحديات والتضحيات التي يواجهها الفلسطينيون في حياتهم اليومية.
في الختام، هاني أبو أسعد هو رمز للسينما الفلسطينية، وأعماله تعكس التزامًا عميقًا برواية قصص الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على القضايا التي يواجهونها.