جبرا إبراهيم جبرا هو أحد أبرز الأدباء والمثقفين العرب في القرن العشرين. وُلد في بيت لحم في فلسطين عام 1920 وتوفي في بغداد عام 1994. عُرف بأعماله الأدبية المتنوعة التي تناولت الهوية والوطن والحب والثورة. كما كان ناشطًا سياسيًا ومثقفًا ملتزمًا بقضايا شعبه وأمته.
الحياة والمسيرة الأدبية:
ولد جبرا في عائلة مسيحية سريانية أرثوذكسية، ونجا من إبادة السريان وهاجرت عائلته إلى فلسطين في العشرينات من القرن الماضي. تلقى تعليمه في بيت لحم والقدس تحت الانتداب البريطاني، وحصل على منحة لدراسة الأدب الإنجليزي في جامعة كامبريدج. بعد أحداث عام 1948، انتقل جبرا إلى بغداد، حيث عمل في تدريس الأدب والفن.
كتب جبرا العديد من الروايات والقصص القصيرة والشعر والنقد الأدبي. كما كان مترجمًا بارعًا، حيث ترجم العديد من الأعمال الأدبية الإنجليزية والفرنسية إلى العربية. ولم يقتصر إبداعه على الكتابة فقط، بل كان رسامًا موهوبًا وساهم في تأسيس حركة الحروفية التي تسعى لدمج الفن الإسلامي التقليدي في الفن المعاصر.
الإسهامات والتأثير:
كان منزل جبرا في بغداد مكانًا للقاء المثقفين والأدباء. وقد أسهم في تأسيس مجموعة فن بغداد الحديثة، التي تهدف إلى دمج التراث الفني العراقي العميق مع فن الحداثة. كما كان عضوًا مؤسسًا في مجموعة البعد الواحد، التي أسسها الفنان البغدادي البارز شاكر حسن السعيد.
رغم مرور السنوات على وفاته، لا يزال إرث جبرا إبراهيم جبرا حيًا ومؤثرًا في الأدب والفن العربي. فقد ترك لنا مجموعة من الأعمال التي تعكس تجربته الشخصية ورؤيته للعالم، وتسعى إلى بناء جسور بين الماضي والحاضر، وبين الشرق والغرب.