في عالم الفن والموسيقى، هناك أصوات تتجاوز حدود اللغة والثقافة لتلامس القلوب مباشرةً، ومن بين هذه الأصوات، تبرز ريم بنا كأيقونة فلسطينية أثرت الساحة الفنية بألحانها التي تحمل بين طياتها قصصًا من الأرض والهوية والمقاومة. في هذا المقال، نستعرض مسيرة هذه الفنانة الاستثنائية التي استطاعت أن تحول الألم إلى فن والصمت إلى نغم.
البدايات والنشأة: ولدت ريم بنا في ديسمبر 1966 في الناصرة، ونشأت في كنف عائلة تقدر الفن والموسيقى. منذ صغرها، أظهرت ريم موهبة فريدة في الغناء والتلحين، وقد تأثرت بشكل كبير بالموسيقى التقليدية الفلسطينية والعربية. تلقت تعليمها الموسيقي في موسكو، حيث درست الموسيقى الكلاسيكية والغناء الأوبرالي، لكن قلبها ظل معلقًا بتراثها الفلسطيني.
الفن والهوية: عادت ريم إلى فلسطين لتصبح صوتًا للمقاومة والأمل. أغانيها، التي تمزج بين الألحان التقليدية والحديثة، تعبر عن الحنين إلى الوطن والتشبث بالهوية الفلسطينية. ألبوماتها مثل “جفرا” و”مرايا الروح” و”أحلام الطفولة” لم تكن مجرد أعمال فنية، بل كانت رسائل مليئة بالعاطفة والتحدي.
النضال من خلال الفن: لم تكتفِ ريم بنا بالغناء فحسب، بل كانت ناشطة تستخدم فنها كوسيلة للتعبير عن القضايا السياسية والاجتماعية. كانت تعتبر أن الفن ليس للترفيه وحسب، بل هو أداة للتغيير والتأثير. وقد شاركت في العديد من المهرجانات الدولية، مما ساهم في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية على مستوى عالمي.
التحديات والإرث: واجهت ريم بنا تحديات جمّة، بما في ذلك معركتها مع مرض السرطان الذي أثر على صوتها لكن لم يقوّض عزيمتها. استمرت في الغناء حتى آخر أيامها، مخلفة وراءها إرثًا فنيًا غنيًا ومصدر إلهام للأجيال القادمة.
رحلت ريم بنا عن عالمنا في مارس 2018، لكن صدى صوتها ما زال يتردد في الأذهان والقلوب. تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن الفلسطيني والعربي، وستظل أغانيها شعلة تضيء دروب الحرية والأمل لفلسطين ولكل من يؤمن بقوة الفن في إحداث التغيير.