في قلب مدينة الناصرة، حيث تتداخل الثقافات وتتجلى الفنون، نشأ الثلاثي جبران، فرقة موسيقية فلسطينية تعزف على آلة العود، وتتألف من الأخوة سمير، وسام، وعدنان جبران. ينحدرون من عائلة فنية عريقة، حيث كانت والدتهم إبتسام حنا جبران تغني الموشحات، ووالدهم حاتم جبران من صناع الآلات الوترية البارزين في فلسطين والعالم العربي.
تأسيس الفرقة
بدأ سمير جبران، الأخ الأكبر، مسيرته الموسيقية في عام 1996، وأصدر ألبومين ناجحين قبل أن يدعو شقيقه وسام لمرافقته في ألبومه الثالث “تماس” الذي صدر في عام 2003. بعد جولة فنية، اقترح سمير تشكيل ثلاثي مع أخيه الأصغر عدنان، وفي أغسطس 2004، وفي حدائق لوكسمبورغ بباريس، وُلد الثلاثي جبران.
مسيرة الفرقة وإنجازاتها
منذ تأسيسها، حققت الفرقة نجاحًا كبيرًا وحصدت جوائز مرموقة، منها جائزة “عرب مهر” في مهرجان دبي السينمائي الدولي لأفضل موسيقى تصويرية مرتين، ووسام الاستحقاق والتميز من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما تميزت الفرقة بألبوماتها الاستثنائية مثل “رندنة” و”مجاز” و”أسفار” الذي شارك فيه الفنان ظافر يوسف.
الثلاثي جبران والهوية الفلسطينية
لم يقتصر دور الثلاثي جبران على الأداء الموسيقي، بل تعداه إلى كونهم سفراء للثقافة الفلسطينية. يعكس فنهم الروح الفلسطينية ويروون من خلال أنغام العود قصص شعبهم وتراثهم الغني. يجسدون في موسيقاهم الأمل والصمود والتعبير عن الهوية والتراث في مواجهة التحديات.
الثلاثي جبران ومسيرة حفلاتهم الفنية
نفذ الثلاثي جبران جولات فنية مكثفة، شملت عروضًا موسيقية في ربوع فلسطين وعبر مدن أوروبية وعربية عديدة، متألقين في أداءات فردية وأخرى جماعية. من بين هذه الحفلات، برزت تلك التي جمعتهم بالشاعر الكبير محمود درويش، حيث كانوا الرفيق الموسيقي له في سنواته الأخيرة. كما لعبوا دورًا بارزًا في حفل افتتاح “القدس عاصمة الثقافة العربية” في العام 2009، وغيرها من المناسبات الثقافية الهامة.
ختامًا
الثلاثي جبران، بموسيقاهم العذبة وأدائهم الفريد، قدموا للعالم نافذة على الثقافة الفلسطينية وأثروا المشهد الفني العربي والعالمي. يستمرون في نقل إرث العود الفلسطيني إلى الأجيال القادمة، مؤكدين على أن الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحدود والسياسة، وتصل إلى قلوب الناس في كل مكان.